الإهمال الطبي الشلل النصفي

الشلل النصفي هو شلل يحدث في نصف الجسم وفقاً للنصف الكروي الذي تضرر من الدماغ. إذا تضرر النصف الكروي الأيسر، فإن كل النصف الأيمن من الجسم سيكون مشلولاً، وإذا كان النصف الكروي المتضرر هو الأيمن، فإن كل النصف الأيسر من الجسم سيكون مشلولاً. تتحدد الإصابة في أحد نصفي الجسم من خلال شدة الضرر في أحد نصفي الدماغ، وكلما كانت الإصابة أكثر حدة، كان الشلل أكثر انتشاراً، من الوجه وحتى أخمص القدمين. لا يمكن إصلاح الشلل النصفي، والمصاب به سيضطر إلى قضاء بقية حياته مشلولاً في نصف جسمه مع كل ما يترتب على ذلك. في هذا المقال سنشرح كل ما هو مهم معرفته عن الشلل النصفي، وكيف يحدث لدى الأجنة وما يمكن فعله بهذا الشأن.

الشلل النصفي

الشلل النصفي هو حالة يكون فيها نصف الجسم مشلولاً من الوجه إلى أخمص القدمين، وفقاً لشدة الشلل. مصدر الشلل هو إصابة خطيرة في أحد نصفي الكرة الدماغية. إذا كانت الإصابة في النصف الكروي الأيمن، سيشل النصف الأيسر من الجسم، وإذا كان النصف الكروي الأيسر، سيشل النصف الأيمن من الجسم. عندما يتعلق الأمر بالأجنة في رحم أمهاتهم، فإن سبب الشلل سيكون نقص إمدادات الأوكسجين لأحد نصفي الكرة الدماغية أو المسارات النازلة إلى الحبل الشوكي منه. يمكن أن يحدث نقص الأوكسجين بسبب انسداد شريان أو وريد، أو تطور غير طبيعي لنظام الأوعية الدموية للدماغ. لا يمكن التنبؤ بالشلل النصفي أو رؤيته من خلال فحص الأنظمة، ولكن يمكن رؤية أن الجنين يتجنب تحريك ساق ويد واحدة من نفس الجانب ووضعهما إلى جانب جسمه لا يبدو طبيعياً بل متدلياً وبلا حركة. على الرغم من الإصابة الشديدة في نصف الكرة الدماغية التي تسببت في الشلل، ليس من الضروري أن يعاني الجنين أيضاً من الشلل الدماغي أو التخلف العقلي، ولكن هذا احتمال وارد.

كيف يمكن تشخيص الشلل النصفي أثناء الحمل؟

لا يمكن تحديد الشلل النصفي من خلال اختبارات الدم أو البروتين، أو الاختبار الجيني أو النظر إلى دماغ الجنين النامي في الرحم، ولكن يمكن رؤية أن حركات الجنين غير طبيعية، وأنه لا يحرك ساقه ويده من نفس الجانب، ووضعهما يبدو غير طبيعي وغير سليم. الشلل النصفي لا يمكن التنبؤ به وليس مرتبطاً بتشوه جيني أو وراثي، ومعظم أسباب حدوثه هي عيب في تطور دماغ الجنين أو انسداد الأوعية الدموية إلى دماغه. عندما يتم تشخيص الشلل النصفي أثناء الحمل، يمكن للوالدين الحصول على فرصة عادلة لاتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله. قد تكون الحياة في ظل الشلل النصفي صعبة للغاية، ولا يوجد علاج للتشوه وقد يكون واسع النطاق مع عواقب وخيمة على حياة الطفل وأسرته. لذلك يمكن للوالدين اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانا سيقاتلان من أجل حياته ويوفران له أفضل حياة ممكنة في ظل الإصابة الدماغية، على الأقل مع الاستعداد الجيد لذلك مع كل المعرفة والفهم لحالته، أو منعه من حياة المعاناة والألم وإنهاء الحمل.

الحياة مع الشلل النصفي

الطفل المولود بالشلل النصفي يولد في الواقع لحياة من الإعاقة ولرحلة طويلة ومرهقة من إعادة التأهيل والعلاج. لا يمكن علاج الشلل النصفي، وكل ما يمكن فعله هو محاولة تخفيف حياته قدر الإمكان. فرصة الاندماج في المجتمع ونظام التعليم وعيش حياة مستقلة تكاد تكون معدومة. علاوة على ذلك، ليس من الضروري أن يعاني الطفل المولود بالشلل النصفي أيضاً من الشلل الدماغي أو التخلف العقلي على الرغم من أن ذلك ممكن، ولذلك من المرجح أنه سيكون مدركاً جداً لحالته والاختلاف الكبير بينه وبين بقية الأطفال وسيؤثر ذلك كثيراً على صورته الذاتية. الصعوبة الكبيرة في أداء الأنشطة اليومية الروتينية مثل الأكل والشرب والحركة والنهوض والاستلقاء والسيطرة على الاحتياجات والنظافة بعدها ستجبر المصاب بالشلل النصفي على الاعتماد على بيئته طوال حياته كمعاق يحتاج إلى رعاية، وستكون حياة طويلة وصعبة من المعاناة والألم.

متى يحدث الإهمال الطبي في حالة الشلل النصفي؟

يحدث الإهمال الطبي عندما لا يشخص الطبيب المعالج أو الطاقم الطبي الذي يعتني بالأم الحامل الشلل النصفي خلال فترة الحمل. على الرغم من أنه لا يمكن رؤية الإصابة الدماغية، ولا يمكن العثور على أدلة لها في اختبار الدم أو البروتين، لا يزال من الممكن رؤية بوضوح أن حركات الجنين غير طبيعية وأنه يتجنب تحريك نصف جسمه. لذلك، إذا ولد طفل مصاب بالشلل النصفي، يجب طرح الأسئلة التالية:

• هل أحال الطبيب المعالج للأم الأم إلى فحوصات روتينية كان يمكن أن تكشف عن التشوه؟
• هل تم إجراء الفحوصات الروتينية التي أجرتها الأم بطريقة مهنية، وماذا أظهرت، وهل أثارت أي شكوك؟
• هل تمت إحالة الأم إلى فحوصات إضافية بسبب القلق من أن شيئاً ما ليس على ما يرام في حركات الجنين؟
• هل تم شرح العواقب للوالدين وكيف ستبدو حياة الطفل المصاب بالشلل النصفي؟

ماذا يمكن فعله إذا حدث إهمال طبي في حالة الشلل النصفي لطفل ولد لكم؟

إذا ولد لكم طفل يعاني من الشلل النصفي، فمن المهم التحقق من كيفية عدم اكتشاف ذلك أثناء الحمل. من خلال التوجه إلى محام ذو خبرة وماهر في مجال الإهمال الطبي، سيتم فحص كل عملية العلاج للأم الحامل، والإحالات التي تلقتها، والفحوصات التي تمت إحالتها إليها ونتائجها، ومتابعة الحمل وما إلى ذلك. إذا اتضح أن الطواقم الطبية لم ترَ علامات التحذير بأن شيئاً ما ليس طبيعياً في الجنين، أو أنها أدت عملها بإهمال وبشكل سطحي وبالتالي لم يتم إبلاغ الوالدين بأن شيئاً ما ليس طبيعياً، فسيكون من الممكن رفع دعوى إهمال طبي.