تشقق السن بسبب إهمال طبيب الأسنان

يبدو أنه لا شيء أكثر إزعاجاً من الذهاب إلى طبيب الأسنان بهدف الحصول على أسنان صحية وقوية، ولكن ليس فقط أنها لم تُصلح كما توقعنا، بل إنها تضررت أكثر بسبب إهمال طبيب الأسنان. يمكن أن يحدث تشقق السن عندما لا يتخذ طبيب الأسنان الاحتياطات اللازمة أثناء علاج السن، أو عندما يفتقر إلى المهارة، أو عندما يتبع إجراءً طبياً لا يتناسب مع حالة السن. في هذه المقالة سنشرح كل ما يهم معرفته عن تشقق السن بسبب إهمال طبيب الأسنان وما يمكن فعله في هذا الصدد.

تشقق السن بسبب إهمال طبيب الأسنان

عندما نذهب للعلاج عند طبيب الأسنان، آخر شيء نريد حدوثه هو أن تتضرر أسناننا أكثر، أحياناً بشكل لا رجعة فيه. حالة تشقق السن بسبب الإهمال الطبي هي حدث مؤسف لا ينبغي أن يحدث. ولكن عند فحص الأمور، من الضروري التمييز بين علاج الأسنان الذي تدهور إلى تشقق السن بسبب الظروف الصحية القائمة، وبين الإهمال الطبي. ليست كل حالة يتشقق فيها السن أثناء علاج الأسنان تعتبر تلقائياً إهمالاً طبياً، ولذلك يجب طرح الأسئلة المهمة التالية:

• خبرة الطبيب – يجب أن يتم علاج الأسنان من قبل طبيب أسنان ماهر وذو خبرة. إذا كانت طبيعة الحالة أمامه لا تتناسب مع خبرته ومعرفته، فعليه إبلاغ المريض وإحالته إلى طبيب أكثر مهارة وخبرة. إذا قام طبيب شاب وقليل الخبرة بعلاج سن قد تتشقق بسبب حالتها الصحية دون تدريب مناسب، فهو يتصرف بإهمال.
• اتباع إجراء طبي صحيح – كل سن هي قصة بحد ذاتها، مع تاريخ صحي وسماكة ووضع خاص بها. لذلك فإن اتباع الإجراء الطبي المناسب ضروري لتقديم أفضل علاج للسن. الضغط الزائد، استخدام مثقاب كبير جداً، الحفر العميق جداً وما إلى ذلك، قد يسبب ضرراً كبيراً، ولذلك من الضروري معرفة أي إجراء تم اختياره وكيف تم تنفيذه.
• الإهمال المطلق – الطبيب الذي يقوم بالعلاج بشكل سطحي، بدون انتباه وبطريقة غير مهنية وبدون اتخاذ احتياطات مناسبة، قد يسبب ضرراً لا رجعة فيه لسن المريض. يجب التحقق مما إذا كان الطبيب مشتتاً أثناء العلاج، أو استخف بحالة المريض، أو لم يأخذ في الاعتبار الحالة الصحية للسن وحسب المخاطر المرتبطة بعلاجها بشكل صحيح.
• عدم إبلاغ المريض بمخاطر العلاج – في حالات كثيرة، تصل السن إلى حالة يكون فيها العلاج مرتبطاً بمخاطر معينة، مثل علاج الجذور أو العلاج الترميمي للسن المكسورة. في مثل هذه الحالات، يجب على الطبيب الجلوس مع المريض وإخباره عن المخاطر المختلفة، وأن هناك احتمالاً بأن العلاج قد لا ينجح وقد يلزم خلع السن. بهذه الطريقة يعبر المريض عن موافقته ويفهم المخاطر المرتبطة بالعلاج. عدم إبلاغ المريض بالمخاطر قد يعتبر إهمالاً طبياً.

تشقق السن بعد علاج أسنان مهمل

السن المتشققة تعني في كثير من الحالات سناً مفقودة يجب خلعها. السبب في أنه لا يمكن دائماً ترميم السن المتشققة هو أن البكتيريا المسببة للتسوس يمكن أن تدخل عبر الشق وتسبب التهاباً شديداً يستلزم خلع السن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنكسر السن المتشققة أثناء الأكل وتسبب ألماً شديداً ونزيفاً وإصابة في اللثة أو سقف الفم أو اللسان. لذلك في كثير من الحالات، يعني تشقق السن نفقات مالية كبيرة للخلع، وتحضير الفم للزراعة، وزراعة سن جديدة. فبدلاً من حشوة بتكلفة بضع مئات الشواكل، نضطر إلى مواجهة نفقات مالية قد تصل إلى عشرات آلاف الشواكل لزراعة سن مع أو بدون رفع الجيب الأنفي وما إلى ذلك.

إثبات الإهمال الطبي في حالة تشقق السن بسبب إهمال طبيب الأسنان

بما أن طبيب الأسنان يمكن دائماً أن يدعي للدفاع عن نفسه أنه تصرف تماماً كما هو مطلوب وأنه لم يكن من الممكن منع تشقق السن، فهناك حاجة إلى محامٍ مختص بالإهمال الطبي وملم بالمجال لفحص هذه الادعاءات من خلال حقائق بسيطة. عند محاولة إثبات وجود إهمال طبي في حالة تشقق السن، من الضروري إظهار أن طبيب الأسنان لم يفعل ما يكفي لمنع التشقق وذلك من خلال تقديم العلاج بدون خبرة كافية، أو اتباع إجراء خاطئ، أو إدارة العلاج بإهمال وبشكل سطحي.

عادة ما يعمل محامي الإهمال الطبي بالتعاون مع جهة طبية ذات صلة، ومعاً يفحصون كل مسار العلاج من لحظة استقبال المريض. يجب التحقق مما إذا كان طبيب الأسنان قد تصرف طوال فترة العلاج بطريقة معقولة ومقبولة في المجال، واتخذ القرارات الصحيحة، وأبلغ المريض عن المخاطر المختلفة، وكان لديه المعرفة المناسبة لعلاج السن المتضررة. إذا ثبت أن طبيب الأسنان قد تصرف بإهمال، يمكن رفع دعوى إلى المحكمة.

لماذا من المهم التوجه إلى محامي الإهمال الطبي في حالة تشقق السن بسبب إهمال طبيب الأسنان؟

ليس من السهل تحديد إهمال الأسنان في حالة تشقق السن، حيث يمكن للطبيب دائماً أن يدعي أنها مخاطرة معروفة مسبقاً، وأن علاج الأسنان الذي فشل ليس بالضرورة إهمالاً. لذلك هناك حاجة إلى محامٍ مختص بالإهمال الطبي وملم بالمجال لفحص هذه الادعاءات، والتحقق من كل إجراء العلاج وتحديد ما إذا كان الطبيب قد فعل كل ما في وسعه لمنع تشقق السن، وما إذا كان قد أبلغ المريض عن المخاطر، وتصرف بحكمة وبطريقة معقولة ومقبولة واختار الإجراء الطبي الأكثر ملاءمة.