متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع

متلازمة الضائقة التنفسية أو RDS – Respiratory distress syndrome هي ظاهرة شائعة بين الرضع الذين ولدوا مبكرًا ولم تنضج رئاتهم بعد، لكنها يمكن أن تحدث أيضًا في حالات معاناة الأم من السكري خلال الحمل أو عندما تكون الولادة صعبة للغاية ومصحوبة بضائقة جنينية. للمتلازمة علامات واضحة ومرئية، مثل: انخفاض نسبة التشبع بالأكسجين، ازرقاق الجلد أو التنفس بجهد كبير، ولذلك يُتوقع من الطاقم الطبي الذي يعالج الرضع مباشرة بعد الولادة أن يلاحظ ذلك. في هذا المقال سنشرح كل ما تحتاج معرفته عن الإهمال الطبي في حالات متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع وما يمكن فعله بهذا الشأن.

ما هي متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع ولماذا تحدث؟

تميز متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع بشكل رئيسي الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان، خاصة قبل الأسبوع 37، عندما تكون رئاتهم الصغيرة لم تنضج بعد. في هذه الحالة، تعاني الرئتان من نقص في مادة السورفاكتانت التي تساهم في تفريغ أكياس الرئة (الحويصلات الهوائية) ببطء أكبر وتسمح بتنفس أكثر كفاءة.

بالإضافة إلى الخدج، يمكن أن يعاني أيضًا الرضع الذين ولدوا في موعدهم، ولكن الأم عانت خلال حملها من مرض السكري، أو كانت الولادة صعبة ومرهقة للغاية للطفل وأظهر علامات الضائقة. في هذه الحالات، من المعتاد والمناسب مراقبة الرضع حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة للخدج أو قسم العناية المركزة التنفسية، وتخفيف حالتهم باستخدام أدوية لتسريع نضج الرئتين، وتوفير بيئة غنية بالأكسجين داخل الحاضنة. للضائقة التنفسية علامات خارجية مثل:

• اضطرابات في معدل التنفس مثل: التنفس السطحي، السريع جدًا، المجهد جدًا أو ضيق التنفس.
• لون مزرق للجلد نتيجة نقص التشبع بالأكسجين.
• توقف التنفس.
• عدم التبول.
• احمرار حول فتحات الأنف (بسبب مجهود التنفس).

لهذا السبب، يُتوقع من الطاقم الطبي الذي يعالج المولود الجديد أن ينتبه لعلامات التحذير وأن يقدم علاجًا فوريًا وفعالًا للرضيع الذي يعاني من ضائقة تنفسية.

ما الذي يمكن أن تسببه متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع؟

يمكن أن تسبب الضائقة التنفسية غير المعالجة بشكل صحيح سلسلة من الأضرار الصحية، مثل: ضرر في وظائف الدماغ والقلب والأعضاء الداخلية، وقد تؤدي في الحالات القصوى إلى انهيارها. يمكن أن يؤدي تلف الدماغ أو القلب أيضًا إلى إصابات خطيرة، مثل: اضطرابات نظم القلب، التخلف العقلي، الشلل الدماغي، اضطرابات الحركة والنمو، العمى أو الصمم، الاضطرابات العصبية وغيرها. لهذا السبب من المهم جدًا مراقبة الرضيع والإشراف عليه في حالة وجود خطر متزايد لمتلازمة الضائقة التنفسية، حيث أن كل دقيقة بدون أكسجين مهمة جدًا في إحداث ضرر للرضيع.

كيف يتم علاج حالات متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع؟

عادة ما يتم اكتشاف ضائقة التنفس مباشرة بعد الولادة، عندما يكشف اختبار “أبغار” الذي يُجرى للرضيع أنه لا يتنفس بشكل صحيح. من هذه اللحظة فصاعدًا، سيكون الرضيع تحت مراقبة وثيقة ويتم رصده باستمرار. سيقوم طبيب الأطفال بتحديد خطة علاجية له يمكن أن تشمل أدوية لنضج الرئتين، حاضنة لإثراء الأكسجين أو تغذية بالأكسجين عبر أنبوب، التحكم في درجة الحرارة للحفاظ على حرارة جسمه، وعلاجات أخرى يرى الطبيب أنها قد تكون مفيدة له. عادة، عندما تصبح رئتا الرضيع قادرتين على التنفس بشكل مستقل ويكتسب الرضيع بعض القوة، لن تكون هناك حاجة لدعم التنفس.

ما هو الإهمال الطبي في حالات متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع؟

يتجلى الإهمال الطبي في حالات متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع بشكل رئيسي في عدم تشخيص الحالة الطبية وبالتالي عدم علاجها، مما قد يؤدي في غضون فترة قصيرة، حتى في غضون ثوانٍ قليلة، إلى ضرر لا يمكن إصلاحه للرضيع. كما يمكن أن يؤدي العلاج غير السليم والخاطئ للرضيع الذي يعاني من المتلازمة إلى نتائج مدمرة، مثل المراقبة غير السليمة، الاستخدام غير الصحيح للأجهزة أو المعدات المختلفة لتغذية الرضيع وتوفير الأكسجين، عيوب في التحكم في درجة الحرارة وغيرها.

قد ينمو الرضيع الذي تضرر نتيجة العلاج السيئ والإهمال عندما كان يعاني من ضائقة تنفسية وهو يعاني من إعاقة شديدة، ويجد صعوبة كبيرة في الأداء اليومي، ويجد صعوبة كبيرة في الاندماج في المجتمع، وإدارة حياة زوجية وأسرية، وإعالة نفسه وتحقيق أقصى استفادة من حياته. كما قد تعاني عائلته التي انتظرت ولادته بفارغ الصبر وبإثارة كبيرة، من ألم نفسي كبير بسبب كونه مريضًا ومعاقًا وتعاني معه آلامه.

ما الذي يمكن فعله في حالة الإهمال الطبي في متلازمة الضائقة التنفسية عند الرضع؟

إذا كنت تخشى أن طفلك قد تضرر بسبب إهمال طبي، فمن المهم جدًا الاتصال بمحامٍ متخصص في الإهمال الطبي يمكنه تقديم المشورة القانونية لك. سيقوم المحامي بفحص حالتك وتقييم ما إذا كان الأمر يتعلق فعلاً بإهمال طبي. في حالة اكتشاف أن طفلك قد تضرر نتيجة للإهمال، يمكنك رفع دعوى تعويض عن الأضرار التي لحقت به. من المهم أن تعلم أنه في هذه الحالات يمكن رفع دعوى حتى يبلغ الطفل سن 25 عامًا.