الإهمال الطبي – تشوه كياري

تشوه كياري هو عيب عصبي حيث يمتد المخيخ (الدماغ الصغير) إلى قاعدة الجمجمة في منطقة الثقبة العظمى (الفتحة التي تربط الجمجمة بالعمود الفقري). أنسجة المخيخ تخترق قناة العمود الفقري مسببة ضغطًا وازدحامًا في المنطقة، مما قد يؤدي إلى سلسلة من الأضرار العصبية. تظهر هذه الحالة كألم حاد بعد السعال أو البكاء أو الضحك أو حركة مفاجئة للرقبة، أو كمجموعة من الأضرار العصبية الواسعة التي قد تؤثر على الجسم بأكمله.

عادة ما يتم تشخيص الحالة بواسطة فحص الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). الإهمال الطبي في حالات تشوه كياري قد يتمثل في عدم التشخيص أثناء الحمل، أو التأخر في التشخيص بعد الولادة، أو أثناء العملية الجراحية لإزالة الأنسجة الزائدة الضاغطة على العمود الفقري. في هذا المقال، سنشرح كل ما يجب معرفته عن الإهمال الطبي في حالات تشوه كياري وما يمكن فعله بهذا الشأن.

ما هو تشوه كياري؟

تشوه كياري هو حالة تحدث عندما يطور المخيخ، الموجود طبيعيًا في الجزء السفلي من الجمجمة في منطقة مؤخرة الرأس، أنسجة تمتد إلى تجويف الجمجمة حيث يتصل الدماغ بالعمود الفقري وتخترق قناة العمود الفقري. تخلق هذه الأنسجة ازدحامًا وضغطًا على الجهاز العصبي وقد تسبب سلسلة من الأضرار العصبية والألم.

في معظم الحالات، لا يكون الألم مستمرًا، بل يظهر في حالات حركات الرقبة المفاجئة، مثل أثناء السعال أو العطس أو البكاء أو الضحك أو الحركات الحادة وما شابه. يمكن أن تكون الأضرار العصبية واسعة جدًا وتشمل الجسم بأكمله، وعندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن القلق يكون من إصابة عصبية شديدة حتى من سقوط بسيط أو إصابة خفيفة في الرأس بسبب الأنسجة التي لا ينبغي أن تكون هناك.

طالما أن الأنسجة لا تزعج الشخص ولا تسبب أعراضًا تعيق أداءه، فمن المقبول تركها وعدم التدخل. ولكن إذا كانت تسبب ظهور تجويف نخاعي (يسمى أيضًا سيرينكس)، وهو كيس من السائل الدماغي الشوكي يتطور في منطقة الرقبة ويمكن أن يسبب مضاعفات، أو مشاكل عصبية واسعة تتداخل مع الأداء اليومي، فمن المستحسن إجراء جراحة لإزالة هذه الأنسجة في عملية تعتبر نسبيًا سهلة. قد تكون الحالة خلقية، ولكن هناك أيضًا حالات تحدث فيها الظاهرة لسبب غير معروف في مرحلة معينة من الحياة، عند الشباب والبالغين.

ما هو الإهمال الطبي في حالات تشوه كياري؟

يمكن أن يتجلى الإهمال الطبي في حالات تشوه كياري في عدم تشخيص المرض أو في العلاج غير الصحيح. هذه هي الحالات الأكثر شيوعًا للإهمال الطبي في تشوه كياري:

1. عدم التشخيص – عدم تشخيص المرض أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى ولادة طفل مصاب بعيوب. قد يؤدي التشخيص المتأخر للمرض إلى عدم العلاج أو العلاج الخاطئ. إذا كان الشخص يشكو من آلام غريبة في الرقبة أو مشاكل عصبية معينة دون تحديد العلاقة بالمرض، فقد يعالج الطبيب الشخص بوسائل غير صحيحة مثل إعطاء أدوية خاطئة أو التوصية بعلاجات خاطئة، والتي قد تسبب ضررًا غير ضروري للشخص أو لا تمنع تدهور الحالة.
2. العلاج الخاطئ – العلاج الوحيد المقدم للمرض هو الجراحة، ولكن ليس كل شخص يعاني من تشوه كياري يحتاج إليها. عادة ما تتم الجراحة فقط إذا كان هناك تداخل واضح مع الأداء اليومي، أو ألم لا يطاق، أو أضرار أخرى، حيث لا داعي لتعريض الشخص للمخاطر التي تنطوي عليها أي جراحة إذا لم يكن مضطرًا للخضوع لها. من ناحية أخرى، اختيار عدم إجراء جراحة لشخص يعاني أو معرض لخطر تدهور حالته هو أيضًا خيار غير صحيح، لأن الشخص يعاني دون داع بينما يمكن مساعدته على الرغم من المخاطر المعروفة الموجودة في أي جراحة.
3. التنفيذ المهمل للجراحة لإزالة الأنسجة – التنفيذ المهمل للجراحة لإزالة الأنسجة قد يعرض المريض لسلسلة من الأضرار، من الإعطاء الخاطئ لمسكنات الألم والتخدير، إلى دخول العدوى إلى الجسم، وحتى التسبب في ضرر كبير أثناء الجراحة للأنسجة والأعصاب في هذه المنطقة الحساسة.

كيف يمكن تحديد الإهمال الطبي في حالات تشوه كياري؟

لتحديد الإهمال الطبي، يجب الإشارة إلى سلوك غير صحيح، غير معقول وغير مقبول، أو سلوك لم يتضمن درجة الحذر المطلوبة لتجنب الضرر، وبالتالي تضرر الشخص بشكل كبير. على سبيل المثال، حالة يقرر فيها أن شابًا يعاني من تجويف نخاعي سيخضع لجراحة لإزالته وكذلك لإزالة الأنسجة التي تتداخل مع قناة العمود الفقري، ويخضع للجراحة تحت إشراف جراح لم يستعد جيدًا للعملية، ولم يتخذ درجة الحذر المطلوبة ولم يلتزم بإجراءات معينة، وتسبب أثناء الجراحة في إصابة عصب وإلحاق ضرر جسدي خطير بالشاب، قد تعتبر حالة إهمال طبي.

ماذا تفعل في حالة الإهمال الطبي في تشوه كياري؟

إذا كنت أنت أو أحد أحبائك قد تضررتم نتيجة للإهمال، مثل عدم تشخيص تشوه كياري أو العلاج الخاطئ الذي سبب ضررًا كبيرًا، فمن المهم الاتصال بمحترف ماهر وذو خبرة مثل محامٍ متخصص في الإهمال الطبي. سيفحص المحامي جميع الإجراءات الطبية للمريض، مثل متى تم تشخيصه وما كانت خطة العلاج المقترحة له، وكيف تم تنفيذها وما إلى ذلك، لمحاولة فهم كيف حدث الضرر ومن قبل من. إذا تبين أن الإهمال الطبي قد حدث بالفعل في حالتك، فقد يكون من الممكن رفع دعوى إهمال طبي في المحكمة.