تعتبر الولادة من أكثر الأحداث إثارة وأهمية في حياة المرأة، فالأمومة هي حلم الكثير من النساء، ولكن في لحظة واحدة من الغفلة يمكن أن تتحول الولادة إلى كارثة. يحدث الخطأ الطبي في الولادة عندما يخرج أحد أفراد الطاقم الطبي عما هو متعارف عليه في مهنته، ولا يتصرف وفق الإجراءات والأنظمة، ولا يتصرف بالعقلانية المهنية، ولا يشخص في الوقت الحقيقي الحالة الصحية الحقيقية للمريض. الأم والمولود بشكل يعرض حياتهم للخطر أو المماطلة أو التأخر في تقديم المساعدة العاجلة أو اتخاذ قرارات علاجية غير صحيحة مما أدى إلى ضرر كبير للأم والطفل.
ميلاد الطفل
إن الولادة البشرية هي عملية تسبب للمرأة الكثير من المعاناة والألم، إلى جانب الفرحة والسعادة الكبيرة التي تغمرها عندما تصبح أماً. تنجم الآلام عن نقاط الضغط القوية التي ينتجها الرحم الذي يحاول دفع الطفل إلى الخارج، ومرور الطفل الذي يبلغ وزنه في المتوسط حوالي 3 كجم عبر قناة الولادة الضيقة لدى المرأة، ولا ينبغي أن تسبب الولادة التي تتم بطريقة مثالية أي ضرر على المرأة ويكتمل الشفاء من الولادة بعد عشرة أيام، إلا أن هناك عدة إجراءات طبية تهدف إلى تسهيل ولادة المرأة ومنع المضاعفات المختلفة، وهذه هي طرق الولادة:
الولادة المهبلية الطبيعية – هذه هي الولادة الطبيعية والعادية عندما يخرج الطفل من الرحم ويمر عبر قناة الولادة، أي عبر المهبل، الذي ينقبض ليجعل المسار أقصر، وفي نفس الوقت يتوسع إلى أقصى حد حجمه حوالي عشرة سنتيمترات، ليسمح للطفل بالمرور من خلاله. بعد دقائق قليلة من الولادة، من المحتمل أن تشعر المرأة بانقباضات إضافية، وبعدها سيتم طرد المشيمة أيضًا. المشيمة هي العضو الذي يقوم بتصفية الدم للطفل وتغذيته بالطعام والأكسجين، وبعد الولادة لا يعود يستخدمها، فيرفضها الجسم.
الولادة القيصرية – تتم الولادة القيصرية بسبب الخوف من مضاعفات الولادة المهبلية الطبيعية، وبتخدير موضعي وتشويش بسيط للأم. يقوم الجراح بعمل شق في بطن المرأة، ومن خلال هذا الشق يتم إخراج الطفل وتتمكن الأم من البدء بإرضاعه واحتضانه بعد ولادته مباشرة. بعد ذلك يتم خياطة رحم الأم وعضلاتها وأنسجة الجلد، ويترك للمرأة ندبة صغيرة في ثنايا بطنها، ولا ينصح بعد ذلك بمحاولة الولادة مهبلياً، بل إجراء عملية قيصرية. التسليم مرة أخرى.
الولادة الآلية – إذا كان الطفل عالقًا في قناة ولادة الأم وكانت تواجه صعوبة في الولادة، فمن أجل تسريع الولادة وتسهيلها، يمكن استخدام أجهزة مختلفة لسحب الطفل إلى الخارج. من أجل تنفيذ هذا الإجراء، هناك حاجة إلى مهارة عالية بشكل خاص حتى لا تسبب ضررا للطفل والأم.
إنشاء قطع عازل – إذا لاحظت القابلة أن المرأة قد تمزق قناة الولادة أثناء الولادة، فإنها تقوم بعمل قطع متحكم فيه في المنطقة العازلة للمرأة من أجل توسيع فتحة المهبل والسماح للطفل بالهروب دون التسبب في أضرار جسيمة للأم. قناة الولادة. بعد الولادة، يتم خياطة شق الحاجز وعادةً لا تبقى ندبة مرئية.
الأخطاء الطبية أثناء الولادة
منذ لحظة دخول المرأة إلى المستشفى أو استدعاء خدمات الإنقاذ، فإن كل قرار تتخذه الفرق الطبية المختلفة والمراقبة والعلاج والأدوية المختلفة المقدمة بما في ذلك التخدير وتسكين الألم والتخدير ونقل الدم ونقل السوائل يمكن أن يكون مباشرًا يؤثر على صحة الأم والطفل وعلى ولادتك الناجحة. ولهذا السبب أنشأ الطب الحديث سلسلة من اللوائح والبروتوكولات وقواعد السلوك والسلوك.
وأي انحراف عنها أو عمل لا يتماشى مع ما هو متعارف عليه في هذا المجال أو تأخير تقديم المساعدة أو اتخاذ قرارات غير معقولة يمكن تفسيره على أنه خطأ طبي، على سبيل المثال:
- شعرت المرأة أثناء المخاض بالمرض ولكن لم يتم إجراء أي مراقبة واختبارات لها، ولم يقترب أي موظف منها ويستفسر عن حالتها، ونتيجة لذلك فقدت وعيها ولحقت أضرار بها وبالطفل.
- ولم ينتبه أي من الفرق الطبية إلى النزيف الشديد أو العلامات التحذيرية أو ضائقة الجنين أو ضائقة الأمومة أو أي حدث طبي آخر عندما كان من المعقول افتراض أنهم لاحظوا ذلك.
- تم اتخاذ قرار خاطئ يتعارض مع نظرية “الطبيب العاقل”، ونتيجة لهذا القرار تضررت الأم والطفل.
كيف يمكنك المطالبة بالخطأ الطبي أثناء الولادة؟
إذا كنت تخشى حدوث خطأ طبي أثناء الولادة، فمن المستحسن أن تتصل بمتخصص مثل محامٍ متخصص في الأخطاء الطبية للتحقق مما إذا كان أي من أفراد الطاقم الطبي مهملاً في واجباته في مرحلة ما أثناء الولادة. يمكن للأم أن ترفع دعوى قضائية لمدة تصل إلى سبع سنوات بعد الولادة، بينما يمكن للطفل الذي أصيب عند الولادة أن يرفع دعوى حتى سن 25 عامًا. ولدى المحامي خياران رئيسيان:
- مطالبة المستشفى الذي ولدت فيه المرأة – بما أن العديد من الفرق شاركت أثناء الولادة ومن الصعب معرفة أي منهم مذنب بلخطأ، فإن الجهة التي ستتم مقاضاتها ستكون المستشفى المسؤولة عن موظفيها. المستشفى مسؤول عن تجديد الإجراءات، والتأكد من توظيف عمالة ذات خبرة ومهارة، والحفاظ على النظافة وتقليل التعرض للبكتيريا وغير ذلك، لذلك تعتبره المحكمة الجهة المسؤولة عن الخطأ في عدم الولادة.
- مطالبة شخصية من أحد أعضاء الفريق الطبي – هذه مطالبة نادرة وتحدث فقط عندما يكون من الواضح بما لا يدع مجالاً للشك أن أحد أعضاء الفريق الطبي تصرف بطريقة غير معقولة، ولم يبذل أي جهد لمنع الضرر الناجم وتصرفاته أو قراراته غير المعقولة هي التي تسببت في الضرر الذي لحق بالأم وطفلها.
سيقوم المحامي بجمع كافة المواد وجميع المستندات المتعلقة بالولادة لتحديد ما إذا كان الخطأ قد حدث ومن ارتكبه. بعد ذلك، سيرفع دعوى أمام المحكمة يقدم فيها للقاضي الأدلة المختلفة ويثبت العلاقة المباشرة بين سلوك الطواقم الطبية والأضرار التي لحقت بالأم والطفل. إذا حصل القاضي على انطباع بوجود خطأ طبي، فإنه يحدد مبلغ التعويض بحسب النفقات المالية التي تتحملها الأم والطفل في الحاضر والمستقبل، بما في ذلك العلاج والتأهيل والمعدات الطبية والأدوية.