الإهمال الطبي في العلاج التقويمي للأسنان

يختص مجال طب الأسنان التقويمي بتقويم الأسنان للحصول على إطباق سليم. بالإضافة إلى المظهر الأكثر جاذبية، يتيح الإطباق السليم مضغًا أكثر فعالية للطعام وقد يقلل من أعراض آلام الأسنان والفك وحتى الصداع الناتج عن الإطباق غير السليم. كما أنه يساهم بشكل كبير في صحة الفم والفك وجودة الحياة. العلاج التقويمي شائع بشكل خاص بين المراهقين، ولكن العديد من البالغين أيضًا يختارون تصحيح وضعية أسنانهم الطبيعية التي ولدوا بها من خلال العلاج التقويمي. ولكن على الرغم من التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة المتراكمة، لا تزال هناك العديد من الدعاوى القضائية بسبب الإهمال الطبي تصل إلى المحاكم. في هذا المقال سنشرح كل ما تحتاج معرفته عن الإهمال الطبي في العلاج التقويمي وما يمكن فعله بهذا الشأن.

ما هو تقويم الأسنان ومن يحتاج إليه؟

تقويم الأسنان هو أحد مجالات طب الأسنان المختص بتقويم الأسنان للحصول على إطباق سليم. الأسنان المستقيمة بشكل طبيعي تكون أجمل، وعندما لا تكون المسافات بينها ضيقة جدًا، يصبح من السهل تنظيفها والحفاظ على صحتها، وعندما يكون إطباق الفم محكمًا، تتآكل الأسنان بشكل أقل وتدوم لفترة أطول. هذه الأسباب الثلاثة الممتازة للحفاظ على نظافة الفم والمظهر الجذاب جعلت مجال تقويم الأسنان العلاج الأكثر شيوعًا بين المراهقين والبالغين. ولكن لممارسة مهنة تقويم الأسنان، يجب الحصول على تدريب خاص واعتماد – لكي يصبح طبيب الأسنان أخصائي تقويم، عليه إكمال التدريب المناسب من قبل مؤسسة معترف بها والحصول على شهادة تخصص من وزارة الصحة. طبيب الأسنان الذي ليس أخصائي تقويم لا يحق له ممارسة هذا المجال حتى لو كان لديه خبرة كبيرة وفهم.

كيف تتم عملية تقويم الأسنان؟

تقويم الأسنان هو علاج مستمر قد يستغرق سنوات، مصمم لتحقيق أهدافه خطوة بخطوة. يقوم أخصائي التقويم بلصق مربعات معدنية على سطح كل سن يراد تقويمه ويمد سلكًا معدنيًا رفيعًا عليها. شد السلك للخلف يخلق تأثيرًا بطيئًا ومستمرًا من الضغط الذي يسحب السن ويقربه إلى موقعه المقصود. أحيانًا تستخدم أيضًا مطاطات تشد على المربعات المعدنية لتعزيز التأثير وتدقيق حركة السن، أو جسر خارجي يركب على الداخلي لتسريع العملية. يستمر العلاج في المتوسط بين سنتين إلى خمس سنوات حسب وضعية الأسنان في الفم، وطالما أنه موجود داخل الفم، قد يسبب ألمًا عند المضغ، واحتمالية أعلى لالتهاب اللثة بسبب صعوبة تنظيف الأسنان، وجروحًا في الفم بسبب تلامس سقف الحلق مع المعدن، ونطقًا غير واضح قليلاً، وتقييدًا في أنواع الطعام التي يمكن تناولها حتى لا تتضرر التقويم. اليوم هناك طرق عديدة لمنع المرضى من المعاناة وذلك من خلال دهن المراهم المخدرة على اللثة، واستخدام شمع فموي خاص لتقليل الاحتكاك بين أنسجة سقف الحلق والمعدن، ووسائل مختلفة ومتنوعة لتنظيف الفم بدءًا من غسول الفم المطهر، وفرش الأسنان المخصصة للتقويم وصولاً إلى الأجهزة الكهربائية التي تنتج تيارات مائية قوية لتنظيف أكثر شمولية. بعد إزالة التقويم من الأسنان، تختفي جميع الأعراض المصاحبة له.

ما هو الإهمال الطبي في العلاج التقويمي؟

يتم تحديد الإهمال الطبي في العلاج التقويمي عندما ينحرف الطبيب بشكل واضح عن المبادئ والمعايير المقبولة، أو لا يتصرف بشكل معقول، أو يتخذ قرارات خاطئة تسبب الضرر، أو يتجاهل شكاوى المريض من عدم الراحة والألم حتى يتسبب في ضرر، أو يدير متابعة مهملة وغير مهنية لتقدم العلاج. فيما يلي أمثلة على حالات محتملة لتحديد الإهمال الطبي:

الطبيب ليس أخصائي تقويم – نظرًا لأن تقويم الأسنان في القطاع الخاص هو مصدر دخل مرتفع لطبيب الأسنان، يتغرى العديد من الأطباء بإجرائه دون أي تدريب أساسي ودون اتباع المسار المقبول للتدريب والحصول على شهادة معتمدة، أو بدلاً من ذلك، عندما يكون الطبيب قد أكمل التدريب ولكن في مكان لم تعترف به نقابة أطباء الأسنان، وبالتالي فإن اعتماده غير صالح. من المهم تذكر – إذا كنت تراجع طبيب أسنان لغرض التقويم، لا تنجذب للأسعار المخفضة بشكل مشبوه، تحقق أولاً من مؤهلات الطبيب وما إذا كان أخصائي تقويم معتمد بشهادة رسمية من وزارة الصحة.

تم تخطيط العلاج وبرنامج المتابعة بشكل مهمل – لكل علاج تقويم أسنان خطة عمل تمتد على فترة طويلة. تتضمن هذه الخطة العديد من المراحل والأهداف التي يجب تحقيقها. إذا كان تخطيط العلاج خاطئًا من أساسه أو لم تتم متابعة منظمة لتقدمه، فقد يتسبب ذلك في ضرر لفم المريض.

تجاهل شكاوى المريض – صحيح أن تركيب التقويم على الأسنان ينطوي على عدم الراحة، ولكن إذا كان المريض يشكو من آلام، أو التهابات حادة، أو صعوبة في إغلاق الفم بشكل مريح وغيرها، يجب فحص الأمر وتقديم العلاج له. تجاهل شكاوى المريض قد يؤدي إلى عدم انتباه الطبيب المعالج إلى أن أسنان المريض تتشقق وتنكسر تحت الضغط، أو أن هناك ضررًا يلحق بالفك نتيجة للعلاج، أو أن زاوية التصحيح خاطئة وتضع السن في موقع غير صحيح.

تطبيق ضغط خطير ومفرط على السن – لتحقيق حركة السن، يجب شد السلك. لكن الشد القوي جدًا قد يسبب ضغطًا قويًا أكثر من اللازم مما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة للأنسجة حول السن، وللفك وللسن نفسه، وألم شديد والتهابات حادة.

كيف يمكن للمحامي المساعدة في حالات الإهمال الطبي في العلاج التقويمي؟

يمكن لمحامي الإهمال الطبي فحص خطة العلاج التي صممها أخصائي التقويم، وإدارة المتابعات، والقرارات التي اتخذها، وكذلك مؤهلات وخبرة الطبيب نفسه للتأكد من أن لديه بالفعل تصريحًا لممارسة مهنة تقويم الأسنان. إذا تبين أن الطبيب تصرف بطريقة غير معقولة وغير مقبولة في المجال وانحرف بشكل واضح عن المبادئ واللوائح، فقد يكون من الممكن رفع دعوى إهمال طبي.