الإهمال الطبي في حالة انقطاع التنفس عند الرضع

انقطاع التنفس هو توقف مؤقت للتنفس يحدث بعد الولادة بفترة قصيرة، ويحدث بشكل رئيسي في حالات الخدج والأطفال ذوي الوزن المنخفض عند الولادة. يمكن أن تكون أسباب انقطاع التنفس متنوعة، بدءاً من عدم نضج الجهاز العصبي، نقص الأكسجين في الدماغ، العدوى أو انسداد مجرى التنفس. لهذا السبب، يتم إجراء اختبار “أبغار” لكل طفل حديث الولادة لتقييم صحته بعد الولادة. إذا لم يشخص الطبيب صعوبات التنفس في الدقائق الأولى بعد الولادة، أو إذا لم يتعرف فريق الحضانة أو العناية بالأطفال المسؤول عن رعاية الطفل على انقطاع التنفس، فقد يكون ذلك إهمالاً طبياً.

ما هو انقطاع التنفس عند الرضع وماذا يمكن أن يسبب؟

انقطاع التنفس هو توقف التنفس الذي يحدث عند الرضع بعد ولادتهم، وغالباً ما يكون المصابون به من الخدج أو الأطفال ذوي الوزن المنخفض عند الولادة. عندما يأتي الطفل إلى العالم، يبدأ جسمه الصغير بالتكيف مع الحياة خارج الرحم ويبدأ دماغه بإرسال إشارات إلى الرئتين للبدء بالتنفس. يخضع جميع الأطفال لاختبار يسمى “أبغار” الذي يقيّم تكيفهم الأولي ومن خلاله يمكن تحديد العلامات الأولى لوجود مشكلة، مثل انقطاع التنفس. هذه حالة من توقف التنفس لأكثر من 20 ثانية، وقد تكون هناك حالات من سلسلة توقفات متتالية للتنفس. بدون تنفس منتظم، قد يتضرر الطفل بشكل كبير – الأعضاء الداخلية، القلب، الدماغ والأنسجة المختلفة قد تعاني من نقص الأكسجين حتى توقف العمل، أو قد تحدث له إعاقات عصبية، إدراكية وحركية خطيرة. الطفل الذي يعاني من انقطاع التنفس يكون في خطر حقيقي على حياته، وكل ثانية تمر دون علاج قد تؤدي إلى تفاقم حالته، لذلك يُتوقع من الطواقم الطبية المعالجة للطفل أن تكون متنبهة للتغيرات في لون بشرته أو للعلامات الأخرى.

الأسباب المحتملة لانقطاع التنفس عند الرضع

يمكن أن يكون لانقطاع التنفس عوامل عديدة، بعضها مرتبط بعدم نضج الطفل عند الولادة وبعضها بالضعف، التشوهات والعيوب المختلفة. فيما يلي أكثر الأسباب شيوعاً لانقطاع التنفس عند الرضع:

• عدوى بكتيرية، فيروسية أو فطرية مثل الكانديدا
• ارتفاع درجة الحرارة، انخفاض درجة الحرارة أو التحفيز المفرط
• انخفاض مستوى الأكسجين في الدم
• انسدادات في مجرى التنفس
• خلل عصبي
• نزيف دماغي
• مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية
• أنابيب التغذية أو الشفط التي تسد مجرى الهواء
• مرونة زائدة في رقبة الطفل

كيف يمكن منع انقطاع التنفس؟

يعرف عالم الطب طرقاً عديدة للتغلب على الحالات التي يعاني فيها الطفل من خطر انقطاع التنفس، لأي سبب كان. يمكن منع انقطاع التنفس بشكل رئيسي من خلال المراقبة والإشراف. عندما يُظهر الطفل علامات انقطاع التنفس، يمكن توصيله بجهاز مراقبة يتتبع تنفسه ومعدل ضربات قلبه. بهذه الطريقة، إذا دخل الطفل في حالة انقطاع تنفس، فإن جهاز المراقبة سينبه لذلك ويتمكن الطاقم الطبي من مساعدة الطفل. كما يمكن إثراء الحاضنة التي يقيم فيها الطفل بالأكسجين للسماح لرئتيه الصغيرتين بالتنفس بسهولة أكبر. إذا وُلد الطفل برئتين غير ناضجتين، يمكن إعطاؤه علاجاً دوائياً لتسريع نضج الرئتين. هناك أيضاً أدوية تساعد الجهاز العصبي للطفل على التطور للسماح له بالتنفس بشكل مستقل. من المهم أن نتذكر أن الطفل المعرض لخطر انقطاع التنفس يعتمد كلياً على الطاقم الطبي الذي يعالجه، وعندما يتعلق الأمر بطفل خديج في الحضانة أو طفل في العناية المركزة، حتى والديه لا يستطيعون مراقبته ويمكنهم فقط زيارته من وقت لآخر. لذلك، يُتوقع من الطاقم الطبي مراقبة الطفل وتنفسه بعناية.

كيف يتم تحديد الإهمال الطبي في حالة انقطاع التنفس عند الرضع؟

لتحديد الإهمال الطبي، من الضروري الإشارة إلى سلوك غير معقول وغير مقبول من قبل طبيب الأطفال الذي عالج الطفل أو الطاقم الطبي المسؤول عن رعايته، مع انحراف واضح عن الإجراءات واللوائح المختلفة أو عدم الامتثال للتعليمات. على سبيل المثال: عند ولادة طفل خديج، تم أخذ الطفل لاختبار أبغار، لكن تم إجراؤه بسرعة وليس بطريقة مثالية، وبالتالي لم يتعرف الطبيب الذي فحصه على أن الطفل يعاني من انقطاع التنفس. عادة ما تُطرح الأسئلة التالية لمعرفة كيف حدث أن تضرر الطفل نتيجة انقطاع التنفس:

• هل تم فحص الطفل بشكل صحيح من قبل أخصائي طبي مؤهل (اختبار أبغار أو فحص إضافي)؟
• هل كان الطفل في مجموعة المخاطر لانقطاع التنفس مثل الولادة بوزن منخفض، الخداج، الضعف، التشوه أو العيب الخلقي، انسداد مجرى الهواء وما إلى ذلك؟
• هل قام الطاقم الطبي المسؤول عن رعاية الطفل بمراقبته بشكل صحيح؟
• هل تغير لون الطفل أو أظهر علامات ضيق أخرى وهل تلقى استجابة فورية، أو كم من الوقت مر منذ أن أظهر الطفل علامات الضيق حتى ذهب شخص ما لفحصه؟
• هل تم وضع وتوصيل أنابيب التغذية أو التنفس للطفل بشكل صحيح؟
• هل بُذلت كل الجهود لمنع حالة انقطاع التنفس؟

ماذا نفعل في حالة انقطاع التنفس عند الرضع؟

إذا تضرر طفلكم نتيجة انقطاع التنفس، فمن المهم الاتصال بمحامٍ متخصص في الإهمال الطبي. سيقوم المحامي بالتعاون مع خبير طبي بدراسة جميع طرق تعامل الطاقم الذي عالج الطفل ومعرفة سبب حدوث انقطاع التنفس وكيف تم علاجه، وكم من الوقت استغرق حتى التدخل الطبي وما هي القرارات التي اتخذت لعلاجه. إذا تبين أن هناك إهمالاً طبياً في علاج طفلكم، يمكن رفع دعوى إلى المحكمة. إذا كنتم قد تضررتم كأطفال نتيجة انقطاع التنفس، يمكنكم رفع الدعوى حتى بلوغكم سن 25.

كيف تختار محامياً للإهمال الطبي؟

إذا حدث لكم الأسوأ وتضرر طفلكم نتيجة انقطاع التنفس، لا تترددوا في الاتصال بأفضل المتخصصين في هذا المجال. إثبات الإهمال الطبي هو أمر حساس ومعقد، وذلك بسبب حقيقة أنه لا يوجد تعريف واضح في القانون لمتى يمكن تحديد الإهمال الطبي، ولكن الأمر يتعلق بتحقيق معمق فيما إذا كان الطبيب أو الطاقم الطبي الذي عالج أطفالكم قد تصرف بطريقة معقولة ومقبولة ووفقاً للتوجيهات والبروتوكولات المختلفة. لكي لا تعانوا من عذاب المحاكم بالإضافة إلى الصعوبات التي تمرون بها، من المهم إجراء تقييم لفرص النجاح، وإذا تبين بالفعل أن طفلكم قد تضرر نتيجة الإهمال – إدارة الدعوى بأفضل طريقة ممكنة مع توجيه مهني.