الإهمال الطبي في مراقبة الحمل

الطب الحديث في إسرائيل يتيح لكل مواطنة حامل إمكانية الفحص عند طبيب نسائي والخضوع لمراقبة الحمل. تعتبر مراقبة الحمل أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأم والجنين، وللوصول إلى ولادة صحية وآمنة وناجحة لطفل سليم. بدون مراقبة حمل سليمة، قد تحدث أضرار خطيرة للأم الحامل وجنينها، والتي قد تنتج عن التهابات لم يتم اكتشافها في الوقت المناسب، وضعية حمل غير سليمة، تشوهات خلقية، علامات تحذيرية لولادة مبكرة وغير طبيعية، سكري الحمل، تسمم الحمل، وسلسلة طويلة من المشاكل الصحية التي كان يمكن تجنبها من خلال فحص بسيط. في هذا المقال سنشرح كل ما تحتاجين معرفته عن الإهمال الطبي في مراقبة الحمل وما يمكن فعله بهذا الشأن.

مراقبة الحمل في إسرائيل

حاليًا، تملك كل مواطنة في دولة إسرائيل إمكانية الذهاب إلى طبيب نسائي وإجراء مراقبة منتظمة للحمل حتى الولادة. تشمل مراقبة الحمل فحصًا عامًا من قبل الطبيب للتأكد من صحة الأم والجنين خلال الحمل من بدايته حتى نهايته، إحالات لفحوصات روتينية للحمل، إحالات لفحوصات أكثر تعمقًا عند اكتشاف أي شك، الإجابة على أسئلة الأم والأب إن وجدت، وتحضير الأم للولادة عندما تقترب. خلال مراقبة الحمل عادة ما يتم فحص الجوانب التالية:

• مراقبة صحة الأم والجنين – خلال الحمل يتغير جسم الأم، وقد تعاني من أعراض مختلفة ناتجة عن تغيرات هرمونية مختلفة. على الطبيب شرح هذه التغييرات للأم وما يمكن أن تتوقعه خلال الحمل، خاصة إذا كان حملها الأول. تركز مراقبة صحة الأم على الزيادة المتوقعة في الوزن، حيث أن الزيادة القليلة جدًا أو الكثيرة جدًا تتطلب توجيهًا من اختصاصي تغذية الحمل. بالإضافة لذلك، يجب إجراء فحوصات الدم والبول للتأكد من أن القيم المختلفة طبيعية بما في ذلك فحوصات السكر لتجنب سكري الحمل.
• مراقبة تطور الجنين – من خلال فحص الأنظمة يمكن مراقبة تطور الجنين. سيتم قياس الجنين وتقدير وزنه، وبناءً على ذلك يمكن معرفة ما إذا كان ينمو بشكل جيد في الرحم، أو إذا كان هناك تأخير أو توقف في النمو، أو لا سمح الله خطر متزايد للإجهاض أو الولادة المبكرة. بالإضافة لذلك، يمكن تقييم ما إذا كان الجنين صحيًا وقويًا أو إذا كان هناك احتمال لوجود مشكلة ما بناءً على إحصائيات مختلفة.
• الكشف المبكر عن التشوهات – جزء مهم جدًا من مراقبة الحمل يشمل عدة فحوصات للكشف المبكر عن التشوهات. من خلال هذه الفحوصات يمكن التأكد من أن الجنين صحي ولا يحمل تشوهات مختلفة. إذا تبين أن الجنين يعاني من تشوه ما، سيحصل الوالدان على فرصة لاتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله، سواء مواصلة الحمل أو إنهائه لمنع معاناة الجنين.
• فحص وضعية الجنين للولادة وموقع المشيمة – من خلال هذه الفحوصات يمكن معرفة ما إذا كان الطفل في وضعية صحيحة في الرحم، وما إذا كانت المشيمة لا تمنع خروجه إلى العالم، أو إذا كانت هناك مشكلة في وضعية الطفل، مثل وضعية المقعدة، أو إذا كانت المشيمة تسد فتحة عنق الرحم، يمكن إنقاذ حياة الجنين والأم من خلال عملية قيصرية.
• تقييم حجم ووزن الطفل قبل الولادة – عندما يكون الحمل في مراحله الأخيرة، من المهم فحص حجم ووزن الطفل للاستعداد بشكل مناسب للولادة. قد يؤثر وزن وحجم الطفل على القرارات المتعلقة بولادة الأم الحامل، وغالبًا ما يمنع إمكانية الولادة المبكرة والإجهاض وما شابه. ولذلك فهي ذات أهمية كبيرة.

الإهمال الطبي في مراقبة الحمل

يمكن أن ينتج الإهمال الطبي خلال الحمل عن أسباب عديدة ومختلفة. في أي حالة تشتبهون فيها بأن الأم أو الطفل قد تضررا نتيجة الإهمال الطبي في مراقبة الحمل، يُنصح بالتوجه إلى محامٍ مختص وخبير في مجال الإهمال الطبي لمعرفة ما إذا كان قد حدث إهمال من هذا النوع. عادة ما يتم طرح الأسئلة التالية:

• هل قام الطبيب الذي راقب حمل الأم بذلك بطريقة معقولة ومهنية وسليمة، وأرسل الأم الحامل لفحوصات روتينية، أو لفحوصات إضافية إذا تبين أن شيئًا ما غير طبيعي؟
• هل أبلغ الطبيب الوالدين بخصوص القلق على سلامة الجنين، القلق من تشوهات مختلفة أو القلق من حمل غير طبيعي وخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة؟
• هل استجاب الطبيب لشكاوى الأم الحامل، وقدم لها معلومات وأحالها إلى جهات مختلفة للتعامل مع شكاواها؟
• هل شخّص الطبيب ووجد علامات مقلقة تشير إلى أن الجنين يعاني من تشوه أو أن الحمل لا يتطور بشكل صحيح؟
• هل أخذ الطبيب في الاعتبار الحالة الصحية للأم عند بداية الحمل، والأمراض الوراثية المختلفة في عائلتها أو عائلة الأب، وكونها في مجموعة خطر بسبب التدخين، تناول الأدوية، العمر المتقدم، الكحول، المخدرات أو أي عامل خطر آخر؟

ماذا يمكن فعله إذا حدث إهمال طبي خلال مراقبة الحمل؟

إذا كنتم تشتبهون في حدوث إهمال طبي خلال مراقبة الحمل، يُنصح بالتوجه إلى محامٍ متمرس وخبير في مجال الإهمال الطبي. سيقوم المحامي بفحص كل مسار الحمل بالتعاون مع خبير طبي في المجال، بما في ذلك جميع لقاءات متابعة الأم الحامل مع طبيبها، والإحالات المختلفة التي حصلت عليها، ونتائج الفحوصات، وما إلى ذلك.

إذا تبين أن الطبيب تصرف بطريقة غير عادية، لا تتماشى مع المعقول والمقبول في هذا المجال الطبي، وتجاهل شكاوى الأم، ولم يُبلغ الوالدين بوجود علامات تحذير واضحة تشير إلى مشكلة في صحة الجنين أو صحة الأم الحامل، ولم يقدم لهم معلومات حيوية عن علامات التحذير هذه، ولم يتح لهم فرصة اتخاذ قرار بشأن الحمل المعيب، وعرض الجنين والأم للخطر عن علم بأفعاله، يمكنكم رفع دعوى إهمال طبي للحصول على تعويضات عن الأضرار الطبية التي لحقت بكم نتيجة الإهمال.