انحباس أكتاف الجنين نتيجة الإهمال الطبي

انحباس الأكتاف هو حالة خطيرة للوالدة والطفل تتطلب استجابة سريعة لإنقاذ الحياة. في هذه الحالة، ينجح الجنين في الخروج من رحم أمه حتى رقبته، لكن كتفيه تعلقان في قناة الولادة ولا يستطيع المرور. في هذه الحالة، تكون الأم في خطر حقيقي على حياتها بسبب تمزق الأنسجة والنزيف الشديد، بينما قد يتعرض الطفل للاختناق، والكسور والخلع في منطقة الكتف والرقبة، أو إصابة عصبية في العمود الفقري العنقي. لهذا السبب، يُتوقع من فريق غرفة الولادة الاستجابة بسرعة، واتخاذ القرارات الصحيحة وتوليد الطفل بنجاح دون التسبب بضرر إضافي للأم والتأكد من أنهما بصحة جيدة. في هذا المقال سنشرح كل ما يهم معرفته حول انحباس أكتاف الجنين نتيجة الإهمال الطبي وما يمكن فعله بهذا الخصوص.

انحباس أكتاف الجنين أثناء الولادة

تعتمد ولادة طفل سليم بشكل كبير على جهود الطاقم الطبي في غرفة الولادة بمختلف وظائفه. إذا كانت النساء في الماضي يلدن في المنزل أو بمساعدة قابلة انطلاقاً من فكرة أن الولادة أمر طبيعي وليست حالة طبية، فإن معظم الولادات اليوم في إسرائيل تحدث في غرف الولادة. يتم إنقاذ حياة العديد من النساء والمواليد كل عام بفضل العمل الماهر لفرق غرفة الولادة والتقدم التكنولوجي الذي يسمح بمعرفة ما يمكن توقعه أثناء الولادة، ولذلك من المفاجئ في كل مرة عندما يحدث خطأ ما أثناء الولادة.

انحباس أكتاف الجنين هو إحدى هذه الحالات التي كان من المتوقع من الطاقم الطبي الاستعداد لها ومنعها، أو التصرف بسرعة وبراعة لمنع أي ضرر إضافي للأم وجنينها. يمكن أن يؤدي انحباس الأكتاف إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى الوفاة لكل من الأم والطفل. قد تسبب التمزقات في عجان الأم أضراراً لا رجعة فيها وحتى الإعاقة، بينما قد يعاني الطفل من كسور وخلع وتمزقات في أنسجة جسمه الرقيقة في منطقة الكتف والرقبة قد تصل إلى الإعاقة والشلل. لا مجال للأخطاء في غرفة الولادة، لذلك يجب التعامل مع أي علامة مبكرة على أن الطفل قد يعلق في قناة ولادة الأم بمهنية.

ما هي عوامل الخطر لانحباس أكتاف الجنين أثناء الولادة؟

عوامل الخطر لانحباس أكتاف الجنين هي:

• جنين كبير جداً أو والدة ذات بنية جسم ضيقة للغاية.
• سكري الحمل
• جنين بوزن طبيعي لكن بمحيط بطن أكبر من محيط الرأس
• ولادة بطيئة جداً
• ولادة تحدث بعد وقت طويل من مرور تاريخ الولادة المتوقع
• وضعية ولادة غير صحيحة

الأم التي لم تكن تعلم أن جنينها أكبر من المعتاد أو في وضعية غير صحيحة لا يمكنها إبلاغ الطواقم الطبية وبالتالي منع ولادة صعبة ومعقدة ومهددة للحياة عن نفسها. لذلك إذا “فوجئ” فريق غرفة الولادة بحجم أو وزن الطفل، يجب التحقق من كيفية حدوث ذلك وما إذا كان هناك إهمال طبي من الطبيب الذي عالج الأم الحامل.

انحباس أكتاف الجنين نتيجة الإهمال الطبي

كما ذكرنا، عندما تصل المرأة إلى غرفة الولادة، يفترض أن تكون مزودة بمعلومات حديثة عن وزن جنينها، ووضعيته، وعوامل الخطر المختلفة. إذا لم يكن معروفاً حجم الجنين ووزنه، سيكون من الصعب جداً توقع المخاطر المختلفة مسبقاً. لذلك، في حالة المرأة التي واجهت ولادة حدث فيها انحباس أكتاف لجنينها، يجب فحص العوامل التالية:

• هل أرسل الطبيب الذي عالج المرأة أثناء حملها للفحوصات لتقييم حجم الجنين ووضعيته قبل الولادة؟
• هل تم فحص ما إذا كانت المرأة الحامل تعاني من سكري الحمل وهل تم علاجها؟
• بناءً على البيانات المتعلقة بوزن وحجم الجنين، هل استعدت غرفة الولادة بشكل صحيح؟
• هل تم تشخيص انحباس الأكتاف في الوقت المناسب وهل عالج الطاقم الطبي ذلك بالسرعة المناسبة؟
• هل تم اتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة بشأن ولادة المرأة؟

ماذا يمكن أن نفعل إذا حدث انحباس أكتاف الجنين نتيجة الإهمال الطبي؟

إذا مررتم أيضاً بحادثة صعبة من انحباس الأكتاف وتضررتم بشكل كبير من ذلك، من المهم التوجه إلى محامٍ متخصص في الإهمال الطبي وذو خبرة في المجال. سيقوم المحامي بالتعاون مع جهة طبية ذات صلة بفحص حالتكم منذ لحظة استقبال الأم الحامل في غرفة الولادة، والبيانات التي كانت بحوزتها بخصوص حجم الجنين ووزنه، وكيف تم الاستعداد هناك لخطر حدوث انحباس الأكتاف، وكل الإجراءات الطبية والقرارات التي اتخذت من تلك اللحظة فصاعداً حتى انتهاء الولادة.

إذا اتضح أن البيانات التي كانت بحوزة المرأة بخصوص حالة جنينها كانت خاطئة بسبب إهمال الطواقم الطبية التي عالجتها أثناء الحمل، أو بدلاً من ذلك، تجاهل فريق غرفة الولادة أو استخف بالعلامات المقلقة، ولم يعطها الاهتمام المناسب حتى تسبب ضرر للأم وطفلها، أو أن القرارات التي اتخذت أثناء الولادة كانت خاطئة وغير مقبولة وما شابه ذلك، يمكن رفع دعوى للمحكمة بسبب انحباس أكتاف الجنين نتيجة الإهمال الطبي.

لماذا من المهم جداً التوجه إلى محامٍ متخصص في الإهمال الطبي؟

حالة انحباس الأكتاف أثناء الولادة التي تسببت بضرر لا رجعة فيه للأم وجنينها هي صدمة ليست سهلة للعائلة التي كانت تنتظر بحماس توسيع العائلة. ومع ذلك، وبالرغم من النتائج المأساوية، لم يحدث بالضرورة إهمال طبي. لذلك، من المهم جداً التوجه إلى محامٍ خبير ومتمرس في المجال يمكنه الإشارة بدقة إلى المكان الذي حدث فيه الإهمال الطبي ومن المسؤول عنه، وبناء ملف قضائي متين وواضح من أجل الحصول على تعويض مناسب لكم ولعائلتكم عن المعاناة الرهيبة التي مررتم بها، وما زلتم تمرون بها.