كسر في الفك نتيجة إهمال طبي في الأسنان

اقتلاع السن الذي يتم بطريقة غير صحيحة قد يسبب كسراً في فك المريض. بالإضافة إلى الآلام الشديدة وفترة التعافي الطويلة، قد يسبب كسر الفك أيضاً سلسلة طويلة من الأضرار المستمرة مثل العدوى المنتشرة، صعوبات في المضغ وبلع الطعام، مضاعفات عند زراعة أسنان مستقبلية مكان السن المقتلع وما شابه. إذا حدث الكسر نتيجة إهمال طبي، قد يكون هناك مجال لتقديم دعوى قضائية. في هذا المقال سنشرح كل ما يهم معرفته عن كسر الفك نتيجة الإهمال الطبي في الأسنان وما يمكن فعله بهذا الخصوص.

اقتلاع سن ينتهي بكسر في الفك

اقتلاع السن ليس أمراً مريحاً على الإطلاق، لكن اقتلاع السن الذي يتم بطريقة غير صحيحة يمكن أن يسبب أضراراً خطيرة للفك تصل إلى حد كسره. خلال إجراء الخلع، يجب على طبيب الأسنان أن يمسك السن جيداً، ويديره قليلاً لتخفيفه، ومن ثم سحبه خارج اللثة. هذه صدمة كبيرة للجسم حتى لو تمت بشكل صحيح، وقد تسبب ألماً ونزيفاً موضعياً. لكن إذا تم سحب السن بطريقة غير صحيحة، مثل استخدام قوة مفرطة، أو بزاوية غير صحيحة وما شابه، قد ينتج وضع تتشقق فيه عظمة الفك المحيطة بالسن وقد تنكسر. نتيجة الفك المكسور قد تكون مؤسفة للغاية. الفك المكسور قد يسبب ألماً شديداً، فترة تعافي طويلة، وصعوبة كبيرة في المضغ وبلع الطعام. بالإضافة إلى الألم وعدم الراحة، كسر الفك يمكن أن يكون بيئة خصبة لتطور البكتيريا التي قد تنتشر بسرعة في كل تجويف الفم وتسبب عدوى منتشرة وأضراراً مستمرة مثل الألم المزمن أو مشاكل في المضغ حتى بعد وقت طويل من الإصابة.

هل كسر الفك هو خطر شائع في حالات اقتلاع السن؟

المرضى الذين يأتون لعلاج الأسنان عند طبيب الأسنان لا يفترض أن يعودوا إلى البيت بضرر أشد بكثير. كل شخص مبني بشكل مختلف، ولكل شخص تاريخ طبي مختلف. هناك أشخاص يحرصون أكثر على نظافة الفم وهناك من يحرصون أقل، هناك من يعانون من عيوب خلقية في الفك والجمجمة وهناك أشخاص يعانون من انخفاض في كثافة العظام لأسباب مختلفة. يتوقع من طبيب الأسنان أن يعرف التاريخ الطبي لمرضاه، وأن يأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية العامة لهم وأن يخطط لاقتلاع السن وفقاً لبنية الفم، الجيوب، العظام، الأنسجة وغيرها من أجل تنفيذ العملية بأقل قدر من الألم والضرر. من المهم أيضاً تذكر أنه في الغالبية العظمى من الحالات سيكون المريض في حالة تخدير موضعي قوي، مما سيمنعه من الشعور بألم شديد وغير معقول ولفت انتباه الطبيب. لهذه الأسباب، سيكون كسر الفك عادة نتيجة عدم مراعاة كافية للظروف الصحية للمريض، عدم حذر كافٍ أو استخدام ضغط وقوة مفرطة، ولذلك يجب فحص كل حالة من هذا القبيل بعمق والتحقق مما إذا كان قد حدث إهمال طبي من جانب طبيب الأسنان.

كسر في الفك نتيجة إهمال طبي في الأسنان

إذا تعرضتم لكسر في الفك نتيجة اقتلاع سن أو أي علاج أسنان آخر، من المهم استشارة محامي إهمال طبي ذو خبرة ودراية. خلال اللقاء مع المحامي سيتم فحص جميع الإجراءات التي اتخذها الطبيب خلال العلاج والتي أدت إلى كسر الفك، من أجل فهم كيف حدث ذلك. عادة ما يتم طرح الأسئلة التالية:

هل اتخذ طبيب الأسنان قدر الحذر المطلوب لعدم إيذاء مريضه وتجنب الإجراءات التي قد تضر؟ هل أخذ طبيب الأسنان بعين الاعتبار الحالة الصحية للمريض بما في ذلك كثافة العظام في منطقة الخلع، الكسور والشقوق القديمة التي قد تتطور، التاريخ الطبي، زاوية وموقع السن التي كانت غير طبيعية، وما شابه؟ هل طبيب الأسنان لديه التأهيل المناسب لإجراء الخلع؟ قد يبدو هذا غريباً، لكن طبيب الأسنان الذي يقوم بالخلع يجب أن يكون لديه خبرة وفهم قبل إجراء مثل هذه العملية، وإذا لم يكن كذلك، فقد يكون تجاوز سلطته. هل اختار طبيب الأسنان أدوات العمل المناسبة والصحيحة لتنفيذ المهمة مع مراعاة بنية فم المريض وما شابه؟ هل عمل طبيب الأسنان خلال الخلع وفقاً للبروتوكول المقبول والمعقول في المجال، واهتم بتخفيف السن جيداً قبل سحبه لمنع حالات تشقق وكسر الفك؟ هل شرح طبيب الأسنان للمريض عن المخاطر المختلفة الكامنة في اقتلاع السن، على الرغم من أنها إجراء روتيني وشائع نسبياً؟

متى يعتبر كسر الفك إهمالاً طبياً من طبيب الأسنان؟

من المهم تذكر أنه على الرغم من أن المريض قد عانى من معاناة كبيرة وألم شديد بسبب كسر الفك، يجب تذكر أن ليس كل حالة كسر فك ستعتبر إهمالاً طبياً. لذلك، من المهم جداً استشارة محامي إهمال طبي ذو خبرة ومهارة في الموضوع. سيعتبر كسر الفك إهمالاً طبياً عندما يمكن الإشارة إلى أن طبيب الأسنان لم يعمل بطريقة معقولة ومقبولة في المجال، كما في حالة استخدم فيها الطبيب ضغطاً مفرطاً على السن رغم علمه أن ذلك المريض يعاني من عظم فك ضعيف ومتدهور، أو استخدم أدوات غير مناسبة لبنية فم المريض، أو لم يكن لديه التأهيل المناسب لإجراء العملية. في مثل هذه الحالة، يمكن تقديم دعوى إلى المحكمة بسبب الإهمال الطبي الذي أدى إلى كسر فك المريض وذلك من أجل الحصول على تعويض يمكن أن يغطي النفقات الطبية التي تكبدتموها بسبب الضرر، الألم والمعاناة التي مررتم بها.