التمزق من الدرجة الرابعة الذي يحدث أثناء الولادة في أنسجة العجان – النسيج الذي يربط بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، هو التمزق الأكثر خطورة وأهمية من بين درجات تمزقات الولادة. هذا التمزق يخترق فعلياً العضلات العاصرة الخارجية والداخلية وقد يصل إلى الغشاء المخاطي للشرج (الجزء الأخير من الأمعاء قبل فتحة الشرج). تتطلب هذه الحالة إجراء عملية جراحية لخياطة المنطقة حتى يتمكن جسم المرأة من العمل بشكل صحيح أثناء التبرز ولمنع العواقب المستقبلية من فقدان السيطرة على المصرات، ولكن ليس من الممكن دائماً إصلاح الضرر وأحياناً يكون الضرر في الأنسجة والجهاز العصبي غير قابل للعكس. في هذا المقال سنشرح كل ما هو مهم معرفته عن الإهمال الطبي في حالات تمزق الدرجة الرابعة أثناء الولادة وما يمكن فعله بهذا الصدد.
الأضرار والعواقب الخطيرة لتمزق الدرجة الرابعة أثناء الولادة على جسم المرأة
التمزق من الدرجة الرابعة هو تمزق خطير جداً، وفي كل حالة من حالات التمزق من هذه الدرجة يجب التحقق من كيفية حدوث ذلك ولماذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنعه. يحدث التمزق في منطقة العجان – نسيج رقيق غني جداً بالأوعية الدموية والأنظمة العصبية المتشعبة التي تربط بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، وهو عميق لدرجة أنه يخترق فعلياً العضلات العاصرة الخارجية والداخلية ويصل إلى الغشاء المخاطي للشرج – الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة في المقطع الأخير تماماً بجانب فتحة الشرج.
العوامل الفورية التي تشكل خطراً على الأم هي الآلام الشديدة والنزيف الثقيل والتعرض للعدوى المختلفة. عادة ما يتم توجيه المرأة التي تعاني من تمزق شديد على الفور إلى غرفة العمليات في محاولة لتقليل الضرر وخياطة المنطقة من أجل تحقيق الأداء الطبيعي للمرأة أثناء التبرز والحفاظ على قدرتها على التحكم في المصرات. بعد الجراحة، هناك حاجة لاتباع تعليمات الأطباء فيما يتعلق بالحفاظ على النظافة الصارمة وغسل المنطقة بالماء لمنع العدوى المحتملة بسبب الاتصال بين الجرح والإفرازات. ومع ذلك، حتى إذا خضعت المرأة لعملية جراحية لتقليل الضرر، فقد تظل تعاني من أضرار مستمرة بما في ذلك تلف الجهاز العصبي، وندوب مؤلمة، واضطرابات في التبرز، وفقدان الإحساس وفقدان السيطرة على المصرات:
- الأضرار العصبية – يمكن أن تؤثر الأضرار العصبية في منطقة العجان بشدة على المرأة على مستويين: المستوى الصحي والمستوى الجنسي. نظراً لأن هاتين الفتحتين مهمتان للغاية للأداء الطبيعي للجسم، فإن الضرر العصبي في منطقة فتحة الشرج قد يسبب صعوبات كبيرة أثناء التبرز بما في ذلك الألم أو فقدان السيطرة، بينما قد يؤدي الضرر في منطقة فتحة المهبل إلى آلام أثناء ممارسة الجنس أو فقدان الإحساس الجنسي وفقدان الرغبة.
- ندوب حساسة ومؤلمة – قد يتحول التمزق إلى ندبة حساسة تؤلم المرأة في وضعيات معينة مثل الجلوس، وتتداخل مع الأنشطة الصحية مثل الجري أو المشي، وتسبب ألماً أثناء التبرز إلى درجة تطور الإمساك والامتناع لتجنب الألم.
- الصدمة والصدمة النفسية – يمكن أن تترك تجربة الولادة الصعبة والمؤلمة ندوباً نفسية وتحول تجربة الولادة إلى كابوس، وتثير الخوف من عودة هذه الأحاسيس مع كل حمل جديد. يمكن أن تؤثر الصدمة النفسية بعد الولادة على قدرة المرأة النفسية على ممارسة الجنس، والشعور بالأنوثة، وتسبب أعراض الاكتئاب والقلق.
- انخفاض الرغبة الجنسية – يمكن أن تسبب الاضطرابات العصبية فقدان الإحساس أو الألم أثناء ممارسة الجنس وتقلل من الشعور بالمتعة منها. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التغيير في مظهر المهبل نتيجة الندبة إلى شعور المرأة بأنها أقل جاذبية، وتجربة انخفاض في تقدير الذات وتجربة الأنوثة لديها.
هل يمكن منع تمزق الدرجة الرابعة أثناء الولادة؟
مهمة فريق غرفة الولادة هي السماح بولادة صحية وآمنة للمرأة قدر الإمكان ومنع الضرر عنها. إذا كانت المرأة تعاني من الحالات الطبية التالية، فمن المتوقع بالتأكيد من الفريق الطبي أن يأخذها في الاعتبار ويبذل كل ما في وسعه لمنع الضرر المتمثل في تمزق الدرجة الرابعة:
- الوالدة التي لديها ندوب من ولادة سابقة – في حالة تعرض الوالدة سابقاً لحالات من التمزقات الشديدة والندوب المتبقية التي قد تنفتح، من المهم أخذ ذلك على محمل الجد ومنع حدوث المزيد من التمزقات التي ستزيد فقط من حالتها وتضيف ضرراً على ضرر.
- فتحة صغيرة وضيقة – أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للتمزقات الشديدة هو بشكل طبيعي فتحة مهبلية ضيقة نسبياً، مما يزيد من احتمالية حدوث تمزق شديد أثناء الولادة. إذا حدد الفريق الطبي أن المرأة صغيرة وضيقة، فيجب اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع حدوث تمزق من الدرجة الرابعة.
- طفل أكبر من المتوسط – أيضاً في الحالة التي يكون فيها الطفل أكبر من المتوسط أو أن محيط رأسه واسع نسبياً، يجب النظر في جميع الوسائل المتاحة للسماح بولادة صحية وجيدة دون ضرر للوالدة. عدم تشخيص أن الطفل أكبر من 4.2 كجم قد يؤدي إلى الإهمال الطبي.
- وضعية غير طبيعية للطفل – الحالات التي تكون فيها وضعية الطفل غير طبيعية وتتطلب الولادة باستخدام أدوات مثل الشفط أو الملقط التي تزيد من خطر التمزق، أو الولادات الصعبة والمعقدة حيث يضطر الفريق إلى توليد المرأة في ولادة طارئة تزيد من احتمال حدوث تمزق من الدرجة الرابعة، لذلك يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
- تسريع الولادة – قد يؤدي تسريع الولادة باستخدام الأدوية إلى تمزقات لأن جسم المرأة لا يمر بعملية تليين وتمدد تدريجية من خلال المخاض المطول، بل ينتقل مباشرة إلى حالة الولادة، لذلك يجب أخذ ذلك في الاعتبار وإجراء شقوق عجانية مقصودة إذا لزم الأمر لمنع المرأة من الضرر الكبير المتمثل في التمزق العميق والخطير.
ما أهمية المحامي المتخصص في الإهمال الطبي في حالة تمزق الدرجة الرابعة أثناء الولادة؟
التمزق من الدرجة الرابعة هو أخطر تمزق يمكن أن يحدث أثناء الولادة ويمكن أن يترك الوالدة مع أضرار مستمرة خطيرة جداً، ويؤثر على أدائها اليومي، ويسبب لها الألم وعدم الراحة، ويمنعها من السيطرة الكاملة على المصرات وفقدان الإحساس، وبالتالي يسبب انخفاضاً حاداً في تجربة أنوثتها، وتجربة جسدها، وثقتها بنفسها وقدرتها على العودة لممارسة الجنس وإدارة حياة زوجية طبيعية. لهذا السبب من المهم جداً دراسة ما إذا كان من الممكن منع التمزق وكل المعاناة التي تسببت للمرأة. إذا تعرضت أنت أيضاً لضرر واسع النطاق بسبب تمزق من الدرجة الرابعة، فمن المهم الاتصال بمحامٍ متخصص في الإهمال الطبي لمعرفة ما إذا كان قد حدث إهمال طبي في حالتك.
