الإهمال الطبي – التمزق أثناء الولادة

الولادة هي حدث مثير، يوم من السعادة والفرح للعائلة بأكملها. ولكن بالنسبة للأم نفسها، التي تنتظر أكثر من أي شيء آخر لمقابلة طفلها أخيرًا، قد تكون هناك مفاجآت غير سارة في صورة تمزق في العجان أثناء الولادة، مما يسبب نزيفًا، وآلامًا شديدة، وفي الحالات الخطيرة بشكل خاص، ضررًا جسيمًا للجهاز العصبي وحتى للأنسجة والعضلات، أو أضرارًا دائمة في السيطرة على العضلات العاصرة. في هذه المقالة، سنشرح متى يمكن تحديد الإهمال الطبي في حالات التمزق أثناء الولادة وما يمكن فعله في هذا الصدد.

تمزق العجان أثناء الولادة

عمليات الولادة البشرية تختلف كثيرًا عن عمليات الولادة لدى الثدييات الأخرى. من الناحية الفسيولوجية، تضطر الأجزاء الأكثر حساسية في جسم المرأة إلى التمدد إلى قطر أوسع بكثير مما هي عليه في حالتها الطبيعية للسماح لرأس الطفل بالخروج من قناة الولادة، لذلك فإن التمزقات البسيطة في العجان (النسيج الذي يربط بين المهبل وفتحة الشرج) متوقعة وشائعة بسبب ذلك. ومع ذلك، فإن دور القابلات وأطباء غرفة الولادة هو منع التمزق من أن يصبح مهمًا وعميقًا وخطيرًا، وذلك بسبب وفرة الأوعية الدموية والأعصاب في هذه المنطقة الحساسة. قد يتدهور التمزق الخطير بسرعة إلى أضرار شديدة ودائمة للعضلات والأنسجة والأوعية الدموية والجهاز العصبي، مما يسبب نزيفًا شديدًا ومهددًا للحياة، وفقدان الإحساس، وفقدان السيطرة على العضلات العاصرة، وندوب حساسة ومؤلمة، وصدمة نفسية، وتغير في مظهر المهبل مما قد يجعل المرأة تشعر بأنها أقل جاذبية، وانخفاض في الرغبة الجنسية بسبب اضطرابات عصبية في المنطقة التي يمكن أن تسبب فقدان الإحساس أو الألم أثناء ممارسة الجنس، وأضرار خطيرة لا تقل أهمية في منطقة فتحة الشرج أو مجرى البول مما قد يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في الإفرازات. لمنع حدوث ذلك للمرأة التي تريد فقط أن تختبر ولادة صحية وتحقق أنوثتها بإنجاب طفل، وليس أن تخرج من المستشفى وهي تعاني من الألم والأضرار النفسية والجسدية الكبيرة لبقية حياتها، يجب اتخاذ كل إجراء من شأنه أن يمنع الضرر.

كيف يمكن توقع تمزق كبير أثناء الولادة وكيف يمكن تجنبه؟

هناك حالات يكون فيها خطر التمزق الكبير أثناء الولادة متوقعًا. هذه هي الحالات التي سبق للمرأة أن تعرضت فيها لتمزقات شديدة والندوب المتبقية قد تنفتح، والحالات التي تكون فيها المرأة صغيرة وضيقة نسبيًا، والحالات التي يكون فيها الطفل أكبر من المتوسط ومحيط رأسه واسع نسبيًا، والحالات التي يكون فيها وضع الطفل غير طبيعي، والحالات التي تحتاج فيها المرأة إلى ولادة بمساعدة أدوات مثل الشفط أو الملقط مما يزيد من خطر التمزقات، أو الولادات الصعبة والمعقدة التي يضطر فيها الفريق الطبي إلى توليد المرأة في حالة طوارئ. كما تعتبر الحالات التي يقرر فيها الطبيب توليد المرأة باستخدام دواء لتسريع الولادة عامل خطر، حيث لا يمر جسم المرأة بعملية ترخية وتمدد تدريجي من خلال انقباضات طويلة، بل ينتقل مباشرة إلى حالة الولادة. في جميع الحالات المذكورة أعلاه، يُتوقع من الفريق الطبي توخي أقصى درجات الحذر، وإجراء شقوق عجانية مضبوطة (في هذه الحالة، تقوم القابلة بإجراء شق خفيف في العجان لتوسيعه قليلاً وتسهيل الولادة، وهو شق يمكن الشفاء منه بسهولة وسرعة) أو اتخاذ أي إجراء آخر يمكن أن يمنع التمزقات الشديدة، مثل تفضيل العملية القيصرية على الولادة المهبلية، أو أي طريقة أخرى يمكن أن تمنع المرأة من الأضرار الجسيمة. في أي ولادة، يجب على القابلة حماية العجان خلال المرحلة الثانية من الولادة، لمنع التمزق.

متى يمكن تحديد الإهمال الطبي في حالة التمزق أثناء الولادة؟

إذا تعرضتِ لضرر لا يمكن إصلاحه أثناء الولادة بسبب تمزق، فمن المهم استشارة محامٍ ماهر ومتخصص في مجال الإهمال الطبي. عادة ما يستعين المحامي بخبير طبي متمرس في المجال، وبالتعاون معه سيتم فحص جميع الإجراءات العلاجية التي اتخذت للمرأة، بما في ذلك الظروف التي وصلت بها إلى غرفة الولادة، مثل في أي أسبوع من الحمل كانت، ووزن الجنين، وحجمه ومحيط رأسه، والحالة الصحية للجنين، والحالة الصحية والجسدية للأم، وجميع القرارات والاعتبارات، والأدوية أو الإجراءات الطبية التي تم إجراؤها لتوليد المرأة، وأي معلومات مهمة ذات صلة يجب فحصها، لتحديد ما إذا كان هناك إهمال طبي في حالتك. سيستند هذا التحديد عادة إلى الأسئلة التالية، مع الأخذ في الاعتبار بالطبع أن كل حالة فريدة وفقًا لحالتك الشخصية:

1. هل كان فريق غرفة الولادة على دراية بالحالة الصحية للمرأة وجنينها، مثل حجم ووزن الجنين، ووضع الجنين، وعمر الحمل، والمضاعفات السابقة في الولادات السابقة، وغيرها، وهل أولى لها الاهتمام الكافي أثناء اتخاذ القرارات؟
2. هل تلقت المرأة أدوية لتسريع الولادة؟
3. هل كانت الولادة بمساعدة أدوات؟
4. هل راقب فريق غرفة الولادة وفحص بشكل معقول تقدم الولادة، وكان بإمكانه رؤية تكوّن التمزق في جسم المرأة (هناك تمزقات تحدث داخل جسم الأم في جدار قناة الولادة ولا تُرى بالعين في البداية، ولكن يُتوقع من الفريق الطبي متابعة العلامات الحيوية للأم ومعرفة ما إذا كانت تتوافق مع النزيف الداخلي)
5. بمجرد فهم أن المرأة تطور تمزقًا، ما هي الإجراءات التي اتخذت لمنع توسعه وتعميقه؟

لماذا من المهم جدًا استشارة محامٍ في حالة التمزق أثناء الولادة؟

إذا كنتِ تخشين أنك تضررتِ أثناء الولادة وتعرضتِ لأضرار نتيجة لذلك، فمن المهم استشارة محامٍ متخصص في الإهمال الطبي. إذا تبين أن لديكِ أسبابًا مؤسسة ومبررة لدعوى الإهمال الطبي، فستحتاجين إلى استشارة ومرافقة وتمثيل مهني طوال العملية للوصول إلى أفضل النتائج لكِ. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تتذكري أنه في الوقت الذي تعملين فيه على تحقيق حقوقك كامرأة متضررة، فإنك تساعدين أيضًا في إزالة العوامل المهملة من النظام ومنع إصابة المزيد من النساء.