يتم إجراء فحص الخزعة عادة للتحقق من وجود ورم سرطاني. كما يتم إجراء الفحص في حالات يُراد فيها الكشف عن التهابات وأمراض وراثية. الإهمال الطبي في إجراء الفحص قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. كيف يمكن إثبات الإهمال الطبي؟ في أي ظروف يُنصح بتقديم دعوى؟ اقرأوا وتعلموا.
فحص الخزعة والحاجة إلى إجرائه
عند إجراء خزعة، فهذا يعني أخذ عينة نسيج من عضو في جسم الإنسان لفحصها. يساعد الفحص في تشخيص أمراض مختلفة، والاستخدام الرئيسي له هو لتشخيص السرطان. يتم إرسال الفحص إلى طبيب أمراض يقوم بفحصه بشكل شامل.
أكثر فحوصات الخزعة شيوعًا هي خزعة الجلد، الثدي، الغدة الدرقية، البروستاتا، نخاع العظم والآفات في الجهاز الهضمي.
يتم إجراء الخزعة تحت تخدير جزئي أو كامل، وفقًا لنوع الفحص المطلوب. على سبيل المثال، عند وخز النسيج بإبرة وأخذ عينة صغيرة، يمكن عادة الاكتفاء بتخدير موضعي. في حالات أخرى، حيث تكون العينة أكبر – على سبيل المثال، عندما يكون هناك كتلة مشبوهة في الثدي، يمكن استئصال جزء من الكتلة أو كلها ويكون هناك حاجة إلى تخدير كامل.
الآثار الجانبية المتوقعة بعد الخزعة هي النزيف أو العدوى في منطقة الخزعة.
بحاجة إلى استشارة قانونية؟ اتركوا التفاصيل وسنعود إليكم في أقرب وقت
الخزعة لتشخيص السرطان والإهمال في إجراء الفحص
من أجل تشخيص كتلة مشبوهة بشكل مؤكد في جسم المريض، والتي تمت ملاحظتها في فحص CT أو MRI، عادة ما يجب أخذ خزعة من الكتلة.
ذلك لأنه في بعض الأحيان، فقط فحص الخزعة يمكنه تحديد نوع السرطان بدقة وفي أي مرحلة هو موجود.
من هنا، فإن التأخير في إجراء الفحص أو عدم إجرائه، خاصة عندما تكون هناك أعراض وشك معقول بالمرض، قد يؤدي إلى نتيجة الإهمال الطبي في تشخيص السرطان ويؤدي إلى نتائج قاتلة.
على سبيل المثال، إذا كان فحص باب سمير الذي أجرته مريضة غير طبيعي، قد يطلب طبيب النساء من المريضة إجراء فحص تنظير المهبل، وهو فحص يفحص عن قرب الأعضاء التناسلية الأنثوية في ثلاث مناطق، وخلاله سيتم أخذ خزعة ترسل للفحص المخبري. عدم إجراء خزعة في ظروف كهذه تستدعي إجراءها، قد يرقى إلى مستوى الإهمال الطبي.
الإهمال الطبي في تشخيص سرطان عنق الرحم هو سبب محتمل للدعوى في مثل هذه الحالة، حيث كان من الممكن أن يساعد أخذ الخزعة في التشخيص المؤكد للسرطان الذي كان من الممكن علاجه لو تم اكتشافه في مرحلة مبكرة.
يمكن أن يتجلى الإهمال الطبي في الخزعة أيضًا عندما لا يتم تفسير نتيجة الخزعة بشكل صحيح والعلاج المقدم للمريض يضر بصحته.
علاوة على ذلك، الخزعة، مثل الفحوصات التداخلية الأخرى، تتطلب الحصول على موافقة مستنيرة من المريض. يجب على الطاقم الطبي شرح الفحص والمخاطر المرتبطة به للمريض. عدم الوفاء بهذا الالتزام قد يشكل إهمالاً طبيًا.
في القضية رقم 2781/93 علي دعكة ضد مستشفى الكرمل، تمت مناقشة حالة أُجريت فيها للمدعية خزعة في كتفها الأيمن، بسبب الاشتباه بوجود ورم في الكتف وبسبب الحاجة إلى تشخيص واضح لسبب الالتقاط “المنتشر” الذي تم اكتشافه في تصوير العظام. تسبب الفحص بضرر للمدعية، حيث وفقًا للادعاء، لم يتم شرح جميع المخاطر المرتبطة بإجراء الفحص للمدعية.
قررت المحكمة العليا أنه حتى لو تم تقديم شروحات كاملة للمدعية، لكانت قد أعطت موافقتها على إجراء فحص الخزعة، وبالتالي لا مجال لسبب الدعوى المتمثل في غياب الموافقة المستنيرة. ومع ذلك، تقرر أن المدعية تستحق تعويضًا عن انتهاك استقلاليتها لأن الجراحة أجريت على جسدها دون أن تعطي موافقتها المستنيرة لإجرائها.
“اتخاذ قرار طوعي وواعٍ بشأن إجراء الخزعة هو قرار كان ينبغي أن تتخذه المدعية بشكل مستقل”، كما ورد في الحكم.
إثبات الإهمال في الخزعة وتقديم دعوى
في دعوى الإهمال الطبي في فحص الخزعة، يجب على المريض إثبات أن الأمر يتعلق بخطأ كان من الممكن منعه أو أن الطبيب تصرف بشكل غير سليم، خلافًا للممارسة المقبولة، وأن هذا الإجراء تسبب في ضرر كبير للمريض.
أي أنه بعد إثبات الإهمال، يجب إثبات العلاقة السببية بين الإهمال والأضرار التي حدثت. عبء الإثبات هذا ثقيل، وأحيانًا يتم رفض الدعاوى بسبب عدم إثبات العلاقة السببية.
التشاور مع محامٍ متخصص في الإهمال الطبي سيوضح لكم ما إذا كان هناك مجال لتقديم دعوى في ظروف القضية.
تشخيص السرطان المتأخر بسبب عدم إجراء خزعة
مثال على دعوى في حالة التأخير في تشخيص السرطان بسبب الإهمال في إجراء فحص الخزعة، وفي هذه الحالة إجراؤها متأخرًا، يمكن العثور عليه في القضية رقم 6410/04 – قررت المحكمة أن صندوق المرضى لئومي يتحمل مسؤولية جزئية عن وفاة مريضة، حيث لم تقم طبيبة الجلد من قبل الصندوق، التي فحصت المريضة، بإجراء فحص خزعة بعد اكتشاف ثؤلول في قدمها. بعد ستة أشهر وعندما خضعت المريضة لعملية لإزالة الآفة، تبين أنها سرطان من نوع الميلانوما.
في هذه المرحلة كان الوقت متأخرًا جدًا – انتشر السرطان في جسم المريضة وتوفيت بعد عدة أشهر.
تقرر أن الطبيبة كان يجب أن تشتبه في وجود سرطان وبعدم إحالة المريضة لإجراء فحص خزعة، فقد أهملت.
في الختام، تم منح ورثة المتوفاة تعويضات بمبلغ حوالي نصف مليون شيكل.
خلاصة
في الختام، قد ينقذ فحص الخزعة حياة المريض من خلال الكشف عن التشخيص الدقيق. التأخير في إجرائه قد يكلف في بعض الأحيان حياة المريض.
في أي حالة من حالات الإصابة بسبب فحص الخزعة – سواء كان ذلك بسبب عدم إجرائه، أو إجرائه متأخرًا، أو إجراء الفحص بشكل غير سليم، يجب التوجه إلى محامٍ متخصص في الإهمال الطبي لإجراء فحص شامل وتقييم فرص الدعوى.